مقال التكامل بين التجربة والتنظير في علوم الإعلام والاتصال أولوية الواقع أم إطار النظرية؟ نوفل صحراوي
ملخص المقال
يستعرض هذا الطرح العلاقة التفاعلية بين التجربة والتنظير في علوم الإعلام والاتصال مُسلطًا الضوء على التكامل الجدلي بين البنى النظرية التجريدية والممارسات التجريبية الميدانية لفهم الظواهر الإعلامية المتغيرة حيث يمثل هذا الحقل المعرفي مساحة ديناميكية تجمع بين مرونة التجديد النظري وحيوية التحليل الميداني، إضافة إلى أن التحولات التقنية والتغيرات السلوكية للجمهور تثير تساؤلات حول أولوية البناء النظري كأساس لفهم الظواهر الاتصالية أو التركيز على التجريب كأداة فاعلة للتعاطي مع الواقع الإعلامي سريع التغير.
يؤكد أنصار التنظير على أهمية النظريات الكبرى، مثل نظرية التلقي الفاعل، التي توفر إطارًا مفاهيميًا ومنهجيًا لتحليل التفاعلات الاتصالية، مستندة إلى فرضيات تفسر السلوك الإعلامي للفرد والجماعة. في المقابل، يطرح آخرون أن التجربة الميدانية تُعد أكثر ملاءمة لاستيعاب التحولات اللحظية في بيئات الإعلام الرقمي، حيث تسهم البيانات الفورية في فهم ديناميكيات التفاعل وتداعياتها بمرونة قد لا تحققها النظريات التقليدية.
يُبرز هذا التكامل بين التنظير والتجربة علاقة غير خطية، تُثري النظريات من خلال اختبارها في الواقع، بينما تستفيد التجربة من توجيهات الأطر النظرية. ويُظهر ذلك أن علوم الإعلام والاتصال تحتاج إلى هذا التفاعل المستمر لضمان مقاربة معرفية شاملة تُواكب التحولات الرقمية المتسارعة وتعيد صياغة الفهم التقليدي للظواهر الإعلامية.
تعليقات