مقال صناعة العدو من هندسة القبول إلى خوارزميات الكراهية، مقاربة في الإعلام والاتصال والسلوك الجمعي نوفل صحراوي
ملخص
تسعى هذه الدراسة إلى تحليل ظاهرة "صناعة العدو" بوصفها عملية اتصالية نفسية مركبة، تمارس ضمن تفاعل بين الخطاب الإعلامي، والدعاية السياسية، والتقنيات الرقمية.
تنطلق المقاربة من فرضية مفادها أن الكراهية الجماعية لم تعد ناتجة عن صراع مباشر بين الجماعات، بل عن هندسة إدراكية ممنهجة تهدف إلى إعادة تشكيل الوعي الجمعي وتوجيه الانفعال الجماعي نحو أهداف سياسية واقتصادية محددة.
يعتمد البحث مقاربة تكاملية تجمع بين علوم الإعلام والاتصال وعلم النفس السلوكي والإدراكي والسياسي وعلم الاجتماع الاتصالي، لتحليل آليات إنتاج "العدو" في الفضاء العمومي.
ويستند الإطار النظري إلى أعمال إدوارد بيرنيز في هندسة القبول، وهارولد لاسويل في نظريات الدعاية، وشوشانا زوبوف حول رأسمالية المراقبة، وفيليب هوارد في مفهوم الدعاية الخوارزمية، إضافة إلى ميشال فوكو وبيير بورديو في تحليل السلطة الرمزية والخطاب.
تبين الدراسة أن صناعة العدو تمر بمراحل متتابعة:
التهيئة الإدراكية عبر ربط رموز محددة بمشاعر الخوف والتهديد.
البرمجة العاطفية من خلال التكرار الخوارزمي للمحتوى العدائي.
الشرعنة الرمزية التي تمنح السردية العدائية غطاء معرفيا أو أخلاقيا.
التداول الجمعي الذي يحول العداء إلى حقيقة إدراكية مستقرة في الوعي الاجتماعي.
وتخلص الدراسة إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في وجود "العدو" بحد ذاته، بل في إعادة إنتاجه داخل العقل الجمعي بواسطة تقنيات الإعلام الرقمي، التي تجعل العداء ظاهرة قابلة للتوجيه والإدارة ضمن ما يمكن تسميته بـ"اقتصاد الانفعال".
تعليقات